وباتت الصحف في تركيا متحدثة باسم الحكومة فقد كانت مؤخرا مصدر التسريبات عن قضية خاشقجي.
ويوجد في تركيا أكبر عدد من السجناء الصحفيين وهي تحتل رقم 157 في مؤشر حرية الصحافة من بين 180 دولة.
وتقول دراسة رويترز إن 38 بالمئة فقط من الأتراك يثقون في صدق الأخبار.
وتابع قائلا إنه خلال العامين الماضيين تم التحقق من زيف 526 قصة أغلبها سياسي وقد تم استخدام صور تم التلاعب بها أو مزاعم كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحتى تقصي الحقائق يمكن استخدامه كأداة لتحقيق
أهداف سياسية في تركيا، فأحد مواقع تدقيق الأخبار، والذي تديره كاتبة عمود في صحيفة صباح الموالية للحكومة وزوجها، يقوم بدلا من تحري صدق الأخبار
والصور بمساندة موقف الحكومة ويعمل على نزع المصداقية عن المعارضين.
وقال فوكا:"لا توجد حرية تعبير في تركيا فحتى مواقع تقصي الحقيقة تستخدم كدعاية، فهي سلاح آخر في يد الحكومة."
وفي عام 2016 قام الصحفي التركي الشاب محمد أتاكان فوكا بإطلاق موقع تييت دوت
أورغ وكلمة تييت تعني بالتركية تأكيد، ومهمة الموقع التأكد من صدق الأخبار المنتشرة أونلاين.
وقال فوكا إنهم يستخدمون في الموقع مزيجا من المهارات الصحفية والتكنولوجيا الرقمية لكشف القصص الزائفة والتي تصل لنحو 30 قصة يوميا.
وأضاف قائلا:" إننا بحاجة لتعليم الناس ومنحهم الأدوات للتحقق بأنفسهم من صدق الأخبار."
خلصت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" إلى أنّ ولي العهد السعودي
الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي، جمال خاشقجي، الذي اختفى في
قنصلية بلاده في اسطنبول، حسب تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية.
وقالت مصادر مقربة من الوكالة إن سي آي أيه فحصت الأدلة التي بحوزتها بشأن القضية فحصا دقيقا.
ولم
يصل المحققون إلى "دليل صارخ" على ضلوع ولي العهد السعودي في عملية القتل، ولكنهم يعتقدون أن مثل هذه العملية لابد أنها تمت بموافقته.
ونفت السعودية هذه الادعاءات، وقالت إن ولي العهد لم يكن على علم بأي شيء في هذه القضية.
وتقول الرياض إن الصحفي قتل على يد مجموعة "خالفت تعليمات القيادة".
وقتل خاشقجي يوم 2 أكتوبر / تشرين الأول بعدما دخل قنصلية بلاده في اسطنبول، ولا تزال جثته مختفية.
وتؤكد تركيا أن الأمر بالقتل جاء من قيادات عليا في السعودية.
وتتزامن التقارير عن تحقيق سي آي أيه مع إقامة صلاة الغائب على الصحفي المقتول في السعودية وتركيا.
وتقول
صحيفة واشنطن بوست، التي كان خاشقجي يكتب فيها، إن تحقيق سي آي أيه مبني
على اتصال هاتفي أجراه خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد، وسفير السعودية في واشنطن.
ويعتقد أن خالد بن سلمان اتصل بخاشقجي، بتوصية من شقيقه ولي العهد، وطمأنه على سلامته إذا ذهب إلى القنصلية.
ولكن السفارة السعودية في واشنطن نفت أن يكون خالد بن سلمان تحدث مع خاشقجي بشأن ذهابه إلى تركيا.
ولم
يعلق البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية الأمريكية على تقرير سي آي أيه، حتى الآن، ولكن المصادر تقول إن الوكالة أطلعتهما على النتائج التي توصل إليها المحققون.
ويعتقد أيضا أن سي آي أي فحصت اتصالا هاتفيا تلقاه أحد مساعدي ولي العهد من المجموعة التي قتلت خاشقجي.
ونقلت وسائل الإعلام الأمريكة عن مصادر قريبة من سي آي أيه أن المحققين لم
يعثروا على أي دليل يربط ولي العهد مباشرة بعملية القتل، ولكنهم يعتقدون أن
مثل هذه العملية لابد أنها تمت بموافقته.
وخلص المحققون حسب واشنطن بوست إلى أنه "يستحيل أن تكون هذه العملية تمت دون علمه بها أو ضلوعه فيها".
وكيل
النيابة العامة السعودي، شعلان بن راجح بن شلعان، قال في مؤتمر صحفي الخميس بالرياض إن خاشقجي قتل بحقنة مميتة وقطعت جثته بعد قتله في القنصلية.
وسلمت قطع جثته إلى "متعاون" خارج القنصلية. ويجري البحث عن المتعاون وعن بقايا الجثة.
وجهت النيابة العامة تهما لأحد عشر شخصا في مقتل خاشقجي، وطلب المدعي العام عقوبة الإعدام لخمسة منهم.
لم يحدد المدعي العام هوية المتهمين